عمّان نت - رنا زعرور
بعيدا عن صخب المدينة وعجلة الحياة اليومية، تمتد محمية ضانا للمحيط الحيوي في محافظة الطفيلة، ليس فقط لإتاحة مساحة من السكون والطبيعة الخلابة، بل لمنح المرأة في المجتمع المحلي فرصة لتمكينها اقتصاديا بأعمالها الأقرب إلى المنزلية.
وتوفر المحمية التي تديرها الجمعية الملكية لحماية الطبيعة منذ عام 1993، نحو 85 فرصة عمل لأبناء المجتمع المحلي في مشاغل التنمية الاقتصادية والاجتماعية، إضافة إلى تعيين 15 مفتشا للحفاظ على الموقع من الصيد والرعي الجائرين والتحطيب.
رائدة النعانعة، والتي تعمل في مشغل الحلي التابع للجمعية منذ 17 عاما، توضح بـأن المحمية وفرت فرص عمل للسيدات من السكان المحليين، بعد إخضاعهن لتدريب تراوح ما بين 3-6 شهور، حيث يعلمن بصناعة الحلي المستوحاة من الطبيعة، وتجفيف الأعشاب وصنع المربيات.
وتؤكد النعانعة، تمكن المرأة من تجاوز ثقافة العيب السائدة في القرى، حيث لم يعد العمل مقتصرا على الرجل، فـ”العمل أضاف لنا قيمة معنوية ومادية “.
هذا وتعمل في مشغلي الحلي وتجفيف المربيات نحو 6 فتيات اكتسبن خبرة تأهلهن لتدريب العاملات الجدد، حيث دربن نحو 33 فتاة طوال فترة عملهن.
أما غازية القصبة، موظفة الإنتاج في المشروع الاقتصادي في محمية ضانا لتجفيف الأعشاب والمربيات، فتشير إلى اقتصار عملها على تنظيف الأعشاب وتجفيفها وصولا لتغليفها بأكياس مخصصة لها، وكذلك الأمر بالنسبة للمربيات التي يعتمد بإنتاجها على الفاكهة الطازجة.
تقول القصبة “حجات كبار علمونا كيفية عمل المربيات وتجفيف الأعشاب”، لافتة إلى أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة غيرت من فكر المجتمع المحلي في القرى ليصبح عمل المرأة أكثر قبولا.
وبالنسبة لزميلتها فتحية الخوالدة والتي كانت تعمل في المنطقة الصناعية في عمّان، فالمحمية وفرت لها فرصة عمل وسط عائلتها بعد أن خضعت للتدريب على صناعة الحلي ومن ثم تجفيف المربيات، تقول “المردود المالي هو ما جعل فكرة عمل المرأة أسهل وتوفر فرصة عمل بالقرب من أبنائي وبيتي وتوفير التأمين الصحي، حيث لا توجد مشاريع عمل كثيرة في الطفيلة”.
يذكر ان محمية ضانا، التي تمتد على مساحة تقدر بـ300 كيلو متر مربع، تعد واحدة من بين ست محميات في مختلف مناطق المملكة، والأكثر تنوعاً من حيث الأنظمة البيئية والأنماط النباتية
وتشير أرقام الجمعية الملكية، إلى تسجيل نحو 833 نوع من النباتات منها 3 نباتات مسجلة لأول مرة في المحمية، وتحمل اسمها، وهي قريبة من فصيلة الزعتريات ، كما تم تسجيل أكثر من 200 نوع من الطيور المقيمة والمستوطنة، فيما بلغ عدد الحيوانات الثدية 43 نوعا.
ورغم عمل الجمعية على تطوير الخدمات في المحمية، إلا أن الأرقام تظهر تراجع أعداد الزوار بنسب تتراوح ما بين 15-30%، بحسب مدير السياحة في المحمية رائد الخوالدة، الذي يرجع ذلك إلى ما وصفه بـ”الخريف العربي”، مشيرا إلى أن أفضل سنوات السياحة للمحمية من ناحية المردود المالي والسياحي كان العام 2010.
وفي محيط محمية ضانا، يقع مخيم الرمانة والذي يحوي 20 خيمة تستوعب 60 شخصا، إلى جانب إنشاء نزل فينان البيئي والفائز بأكثر من جائزة كأفضل نزل بيئي صحراوي عالمي منار بالشموع والطاقة الشمسية عام 2005.
ويقول الخوالدة إن الجمعية طورت وأهلت بيت الضيافة في المحمية والمكون من 23 غرفة ليتناسب مع احتياجات السياح الأوروبيين الذين يشكلون نسبة 85% من الزوار، فيما يتوزع الباقون ما بين أردنيين وعرب.
* هذا التقرير يأتي ضمن مشروع “إنسان”
المصدر: عمان نت