‘‘وادي هيدان‘‘.. طبيعة خلابة تستهوي هواة المغامرات بين الأودية
15,Aug 2017
وقت القراءة المتوقع
4 min
عمان- البحث عن المغامرة والرحلات الجميلة يجعل الزائرين المحليين والسائحين، ومحبي المغامرات المائية ينطلقون لوادي هيدان كقبلة للأنشطة السياحية المائية، مثل السباحة والغوص في المجاري النهرية.
وتعد هذه الأماكن مثالية لهواة المغامرة الذين يمكنهم التجول في أنحائها وتسلق جبالها الوعرة والتخييم في الهواء الطلق.
ورغم كثرة المناطق الخلابة في الأردن، لكن السياحة وحب المغامرة عند الكثيرين جعلت الوجهة اليوم للأودية المشهورة في الأردن والتي تتميز بالمغامرة والتسلق والسباحة والسير الطويل والتي يبلغ عددها 67 واديا.
مبادرة “يلا على الأردن” والقائم عليها عبد الرحمن مهيد، نظمت مؤخرا بدعم من هيئة تنشيط السياحة ومركز مغامرات الهيدان رحلة لوادي هيدان بمشاركة صحفيين واعلاميين ونشطاء السوشال ميديا، للترويج لمثل هذه الرياضة والسياحة الأردنية والتعرف على المواقع الخلابة والطبيعية.
مناظر طبيعية خلابة وشلالات وأودية
يقول مهيد “حب الأردن جعلني أفكر بهذه المبادرة، خصوصا أن الأردن يمتلك مناظر طبيعية خلابة يتوجب على كل شخص أن يقوم بمبادرة فردية بعرض صور جميلة للمناطق الطبيعية فيها ونشرها على وسائل التواصل لترويج معالمنا ومواقعنا الطبيعية بشكل خاص”.
ويتحدث عن مغامرة وادي الهيدان لواء ذيبان، إذ زاره فريق “يلا على الأردن”، وهو ثالث أكبر وادي في الأردن ويمتاز بطبيعته الخلابة المائية الصخرية، مبينا أن هذا الوادي تابع للجمعية الملكية لحماية الطبيعة، وبالتعاون مع مركز هيدان للمغامرات يحتوي على كادر وظيفي يقوم بإدارة الوادي وتأمين احتياجات الزائرين، وهم بالأصل من أبناء المنطقة ما يجعلهم على دراية كاملة بمسير الوادي وكيفية الطرق الآمنة ومخرجاته ويتعاملون مع اسرار المنطقة ما يضيف الأمان اكثر على أجواء الرحلة.
ويوفر المركز بحسب مهيد، قائدا للرحلة وجميع الامكانيات من اللباس والمرافق المريحة وفريق الدفاع المدني المرافق في الوادي.
ويضيف أن فريقه شباب محترفون برياضة الباركور الجمباز الفرنسي free run GAZA، الذين وصلوا إلى التصفيات النهائية في برنامج المواهب العربArab got talent، جاؤوا الى هذه المنطقة وأضافوا نكهة خاصة بالروح العالية والادهاش الشيق باستعراض فنونهم.
منطقة جاذبة لمحبي التخييم
ويتحدث مسؤول مركز المغامرات هيدان أنيس حمايدة عن طبيعة الوادي فيبين أنه يبعد حوالي 30 كم عن مدينة مأدبا وتكثر فيه المياه وتكمل مسيرها عبره الى منطقة اسمها الملاقي وهو مكان التقاء مياه وادي الهيدان مع مياه وادي الموجب فيما تقطع تقريبا 35 كم وصولا إلى المصب في البحر الميت.
ويبين أن الوادي منطقة جاذبة للشباب ممن يحبون التخييم والسمر تحت ضوء القمر، ويوجد في هذه المنطقة أنواع كثيرة من الحياة البرية والحيوانات المتنوعة من ضباع وارانب والحصيني، عدا عن كثرة انواع الطيور منها الشنير والفيري وكثرة البط في بركها الصغيرة، وهي ملجأ لاغلب الطيور المهاجرة لطبيعة تكوينها وكثرة المسطحات المائية فيها.
ويؤكد أن محبي التسلق من السياح يتواجدون دائما بين جنبات هذا الوادي ليستمتعوا بطبيعته الخلابة وشلالات مياهه.
وجبات غذائية يطهوها أبناء المنطقة
ويضيف أن المركز يؤمن للسياح وجبات غذائية فريدة يطهوها أبناء المنطقة وتتميز بطعم عربي أردني شعبي أصيل، ويؤمنون وسائل الحماية والمشروبات اللازمة وقائدا، فكل عشرة سياح او زائر لهم قائد يعرف تفاصيل الوادي يرافقهم الرحلة للسلامة العامة ولتعريفهم الطريق.
ويتحدث مسؤول تنظيم الوديان وسياحة المغامرة في هيئة تنشيط السياحة حكيم التميمي بأن هذه الرحلات وتحديدا سياحة المغامرة تجلب الكثير من المهتمين ومن يدفعهم الفضول لدخول الأودية، لكن ما يتوجب الحديث عنه بأن هذه المغامرات والرحلات تعد خطيرة.
ولأن السياحة مهمة للأردن فيتوجب أن تدرس هذه المناطق أكثر ويتم الترويج إليها من قبل مسؤولين يؤمّنون الحماية بالفعل وتحت شروط معينة ومواصفات، مستذكرا أن الكثير من الشركات وصفحات الفيس بوك المهتمة بهذه المغامرات، هي لشباب أحبوا أن يكملوا طريقهم وحدهم، وذلك ليس سيئا ولكن التنظيم شيء مهم وأن يكونوا تحت مظلة معروفة لها مواصفات محددة وخاضعين لتمرين وشهادات تؤهلهم لهذا العمل.
وهذا ما تقوم به الهيئة مؤخرا، إذ تعمل مع USAID، وجمعية الأدلاء السياحية والجمعية الملكية لحماية الطبيعة على إنشاء مدرسة للمغامرات، يدرب فيها 150 مدربا، وستقوم هذه المدرسة بإخضاع جميع المتقدمين إلى امتحان قبول، بطريقة القيادة والوسائل المتبعة لحماية الزائرين مثلا في المواد المستخدمة وأنواع الربطات وجودتها التي تحمل المتسلقين، وما المواد المستخدمة لحماية الأفراد الزائرين لمناطق المغامرات.
ويؤكد رغم أهمية السياحة للأودية هذه إلا أن هناك ضررا كبيرا من كثرة الأعداد في بعض الأودية لأنها زيارات غير منظمة، وبعيدة عن حماية الطبيعة فيترك الوادي في بعض الأحيان مكانا فيه تتجمع القاذورات وفيه تخريب.
المدرسة ستقوم بالتدريب ليكون هناك أدلاء للمسير والوديان والتسلق والجبل، وذلك أواخر شهر أيلول المقبل، مؤكدا أن هذه الرياضة أخذت عن الغرب، ولتكون على قدر المستوى وحماية أكبر للزائرين يتوجب على من يقوم بها أن يكون مؤهلا وتحت مظلة واحدة وبمواصفات معينة.
معلومات كافية للزائرين وعن أدوات الحماية
ويؤكد التميمي أن الجمعية الأردنية للمسارات الجبلية وسياحة المغامرة والبيئة، يقوم عملها على دراسة الوادي ومدى خطورته وإعطاء معلومات كافية عن ساعات المسير له وما هي مداخله ومخارجه، وما هي أدوات الحماية اللازمة للزائر، وكم قائدا يحتاج هذا الوادي للسيطرة على الرحلة وتيسيرها بأمان وكم عدد الزائرين المسموح بهم في الوادي لليوم الواحد حفاظا على طبيعته الجميلة ونظافته.
ويشدد التميمي أنه مع رحلات المغامرة ويشجع عليها مع اشخاص متخصصين بهذا المجال، متحدثا عن عدد من الاصابات الخطيرة وحالات الوفاة في بعض الأودية، بسبب سوء الادوات المستخدمة عند بعض الجروبات التي تشجع على رحلات المغامرات مما يجعل حياة الزائر في خطر في حال وقع أو اختل توازنه أو تعرض لكسر او التواء كاحل، ولسوء تلك الأدوات فتكون الاصابة اكبر في حال تعرض لحادث.
المصدر: جريدة الغد