كان الوقت ينبئ بدخول ساعة الظهيرة،تحركنا بتنسيق رائع مع جمعية حماية الطبيعة وكنا على مسارات الجمال المتجة نحو محمية الشومري للأحياء البرية؛ذلك انها اقفلت لأكثر من 10 سنوات..وها هي تعيد الألق! في عام 1975 قامت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة بالبدء باعمال إنشاء سياج حول منطقة الشومري تمهيداً لإنشاء أول محمية لحماية الحياة الطبيعية في الأردن، حيث تبلغ مساحة المحمية 22 كم2 ، تمثل المحمية أول نموذج للمحميات الطبيعية في المناطق ذات المناخات الصحراوية الجافة في الاردن ، والتي شكلت المعرفة الأساسية حول المنهجيات العملية في تأسيس و إدارة المحميات والتي تم استخدامها في المحميات الاخرى في الأردن. تتكون المحمية من اثنين من المعالم الجغرافية الأساسية: الأودية الصحراوية وأراضي الحماد. تشكل الأودية الصحراوية 65٪ من المساحة الكلية للمحمية، وأكثر هذه الاودية شهرة هو وادي الشومري المعروف الذي يمر مباشرة من قلب موقع، و هذا الوادي هو الذي ينسب الية اسم المحمية. أراضي الحماد تحتل ما تبقى من المحمية و تشكل 35٪، وتغطي الأرض طبقة من الصوان الأسود. توفر محمية الشومري مكان مفتوح للجامعات الأردنية لاجراء الابحاث العلمية حول المناطق الجافة و شبه الجافة. مسارات الجمال تتجه نحو محمية الشومري للأحياء البرية بعد اعادة تأهيلها! الجمال النائم ..كانت دهشة ان ندخل حدود المحمية نستمع الى مديرها والى فريقها الرائع،يحدثنا عن الجمال النائم الخفي في تلك المعالم من بلادنا حيث المحمية. تأسست المحمية لحماية التنوع الحيوي الغني للموقع، حتى الأن تم تسجيل ما يزيد عن 193 نوع نباتي في المحمية اكثرها شيوعاً هي القيصوم، الشيح البابونج، الغضا، الشنان، الرتم و الحرمل. كما تم تسجيل ستة أنواع من المفترسات في المحمية تشمل الثعلب الأحمر، ابن آوي، الذئب، الضبع المخطط، الوشق و القط البري. اما بالنسبة للطيور التي تم مشاهدتها في المحمية فتشمل العقاب، الباز و الرخمة المصرية. تم إنشاء محمية الشومري البرية في البدايات كمركز إعادة اكثار يهدف إلى اكثار وإعادة ادخال الحياة البرية المهددة عالمياً والمنقرضة محلياً و تحديداً المها العربي. في عام 1978 و بدعم الجهود الدولية قامت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة بإطلاق عملية إنقاذ المها العربي و ذلك بعد استلام أربعة حيوانات من حديقة فينيكس، الولايات المتحدة الامريكية، و وضعها في مسيجات تكاثر محضرة خصيصاً في محمية الشومري، في محاولة لإعادة المها العربي إلى موطنه الطبيعي في البادية. و بحلول عام 1983، حققت هذه العملية أولى نجاحاتها بعد إطلاق 31 مها عربي من الأسر إلى موطنها الطبيعي داخل المحمية. محمية الشومري هي الآن موطن لمجموعة من الحيوانات النادرة في الشرق الأوسط، مثل النعام ، الغزلان ، و الحمار البري، حيث بذلت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة جهوداً كبيرة لمساعدة هذه الحيوانات في لإعادة بناء إعدادها وتأكيد وجودها ضمن حدود المحمية، بعيداً عن خطر الصيد وتدمير الموائل اللذان كادا يقضيان عليهم من البرية نهائياً. زوار محمية الشومري لديهم الفرصة لمشاهدة نتائج هذا التعاون الدولي. حيث يمكن رؤية المها يتجول بحرية في المراعي الصحراوية، والنعام ، الغزلان والحمر البرية يمكن مشاهدتها في مسيجاتها. كنموذج ريادي للتعليم البيئي الذي يناسب كافة مستويات طالبي العلم المحمية أصبحت نقطة جذب للأطفال ورحلات المدرسة. المشاريع المنتهية تعمل الجمعية الملكية لحماية الطبيعة مع مجموعة من الشركاء والممولين على تنفيذ العديد من المشاريع والمبادرات والتي ساهمت في نقل برامج الجمعية نقلة نوعية في مجال برامج إدارة التنوع الحيوي ومشاريع السياحة البيئية والتنمية الاقتصادية الاجتماعية، وقد ساهمت هذه المشاريع في أن تلعب الجمعية دور الريادة في إدارة المحميات الطبيعية واستخدام السياحة البيئية والمشاريع الاقتصادية الاجتماعية كوسيلة لتحقيق أهداف حماية الطبيعة. برنامج التنمية الاقتصادية الاجتماعية للحفاظ على الطبيعة مشروع المحافظة على النباتات الطبية والعطرية مشروع الإدارة المتكاملة للنظم البيئية في وادي الأردن مشروع تطوير السياحة البيئية فى جنوب الأردن مشروع تجربة دول بحر الأبيض المتوسط في السياحة البيئية في دول البحر الأبيض المتوسط “MEET” مشروع تمكين المرأة من خلال التنمية الاجتماعية الاقتصادية في فيفا ودبين مشروع تعزيز التخطيط الإداري لمحمية الموجب مشروع تعزيز قدرة المجتمعات المحلية في قرية فقوع مشروع تقييم خصائص النسق الطبيعي والثقافي كأداة لحماية الموروث الطبيعي في دول شرق المتوسط «الميدسكيب» محمية الشومري للأحياء البرية أسست الجمعية الملكية لحماية الطبيعة محمية الشومري في عام 1975، كمركز لإعادة توطين الأحياء البرية المهددة بالانقراض أو التي انقرضت محليا. حاليا، وبعد برامج التوطين مع بعض من أبرز محميات الأحياء البرية في العالم وحدائق الحيوان، أصبحت هذه المحمية الصغيرة والتي تبلغ مساحتها 22 كم2 بيئة آمنة مزدهرة ببعض من أكثر الحيوانات ندرة في الشرق الأوسط. تحوي المحمية كل من حيوانات المها العربي والنعام والحمر البرية (الحمار البري الفارسي) والغزلان، والتي تم وصفها على العديد من اللوحات الفسيفسائية المحلية من القرن السادس البيزنطي. و في المحمية يتم إعادة اعمار نسلهم والحفاظ على وجودهم من خلال هاذا الملاذ الآمن عن طريق حمايتهم من الصيد الجائر والعوامل التي تدمر بيئتهم والتي كادت أن تقضي علهم تقريبا. غالبا، يمكنك رؤية المها والحمر البرية تتجول بحرية في مراعيها الخضراء الواسعة، ويمكن أيضا رؤية الغزلان في حظائر مخصصة لها. قصة المها العربي المها العربي، او الظبي الأبيض الأنيق، هي واحدة من عدد قليل من الثدييات الأصيلة في شبه الجزيرة العربية والتي انقرضت في الأردن منذ العام 1920 تقريبا، نتيجة عمليات صيدها المتزايدة بغية الحصول على لحمها وفرائها وقرونها. إن زيادة قوة وفاعلية بنادق الصيد مصحوبة بتطور المركبات الآلية تعد المفتاح لانقراض المها. فقد قتل آخر مها عربي معروف بالعالم من قبل صيادين في عمان عام 1972. لكن لحسن الحظ، وقبل هذه الحادثة، كانت جمعية المحافظة على النباتات والحيوانات والصندوق العالمي للطبيعة عام 1962 قد بدأتا محاولة الإنقاذ الدولية المعروفة باسم عملية المها. أنشئ قطيع البقاء في الولايات المتحدة الأمريكية، من ثلاثة حيوانات من عمان، وواحدة من حديقة الحيوان في لندن، واحدة من الكويت، وأربعة من السعودية، وازداد عدد حيوانات المها في هاذا القطيع بشكل ملحوظ، وبعدها اقترحت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة وجوب عودة القطيع إلى موطنه الأصلي في صحراء شبه الجزيرة العربية. في عام 1978، تم نقل أحد عشر رأسا من المها العربي الى محمية الشومري، وقد ارتفع عددها الآن الى قرابة المئتين! عملية المها كانت ناجحة جدا لدرجة أن الأردن أصبحت الآن تزوّد المها لبلدان أخرى، والتي تقوم بدورها بتنفيذ برامج اعادة التوطين. مركز زوار محمية الشومري: تعد محمية الشومري مكانًا رائعًا للتعرف على الموائل الصحراوية الإستثنائية، حيث تم إنشاء مركز لزوار المحمية، يحتوي على لوحات تعريفية لتزويدهم بكافة المعلومات عن الحياة البرية والطبيعية في المنطقة ومشاهدات حية للحيوانات البرية المقيمة بالمحمية )المها العربي، طائر الحبارى، غزال الريم، الحمار البري الفارسي( وجهًا لوجه ضمن مسيجات خاصة بالإضافة إلى مجموعة من النباتات البرية وأنواع التربة، كما يخدم الموقع مطعم، منطقة ألعاب خاصة للأطفال ومنطقة للتنزه والشواء، برج لمراقبة الطيور . جولة في سفاري المها برفقة الدليل المتبحر جعفر الشيشاني، وزملاء كثر في دنيا المحمية الجميلة، استطعنا ان نشترك في اروع واهم وارق سفاري اردني ،بات يطلق عليه»جولة في سفاري المها»..وهذا ما كان: انتباة الى سيارات الجيب الانيقة المتميزة في شكلها الصحراوي المتناسب مع بيئة الصحراء الاردنية. كنا داخل حدود المحمية على ارضها بالارتفاع الطبيعي ، حوالي520 متر فوق سطح البحر،وتوزنا كل 8 اشخاص في سيارة جيب . الدليل الرائع من اهالي وشباب الازرق ،المحلي الذي المحب لارض الازرق والمحمية ، رافقنا بجولة سفاري عبر اراضي المها العربي، وما على الارض من زواحف وطيور وحيوانات اخرى. ..قيل الكثير عن تاريخ ونشأة الاراضي المحمية ،في منتصف الطريق ..بين كتل من الصخور والحماد والحجارة السوداء والاعشاب المختلفة من رتم وشيح وغيرها، تتوقف سيارة الجيب لتستمتع بالمشاهد الشبه صحراوية لمحمية الشومري . ..لمن يعشق الجمال، وبعد سنوات من اعادة التأهيل ها هي المحمية تنهض كالعنقاء من جديد. محمية الشومري مكانا رائعًا للتعرف على المواطن الصحراوية الاستثنائية ومن خلال جولة السفاري ستشاهد وتراقب واحدًا من أروع الحيوانات البرية في المنطقة: المها العربي المهدد بالانقراض. والمها العربي هي ظباء بيضاء كبيرة، تتمتع بقرون طويلة، ويُعتقد أن أصله وحيد القرن الأسطوري. بالاضافة لذلك فقد ترى أيضًا الحمار البري الفارسي، وهو آخر الأنواع المهددة بالانقراض والذي تمت تربيته بنجاح في المحمية. ليس بإمكاننا أن نضمن رؤية أيٍ من الحيوانات الكبيرة خلال الجولة، ولكنك سوف ترى أفقًا خاصًا للصحراء الشرقية، مع مجموعة متنوعة من النباتات المتنوعة والألوان الحادة. فمحمية الشومري تقع على مسار هجرة عالمية رئيسية بين أوروبا وآسيا وأفريقيا وتعد بقعة هامة لنشاط الطيور، حيث تتوقف العديد من الطيور فيها خلال مواسم الهجرة للراحة وتناول الطعام والتزاوج. ..لن تغيب الشمس قبل ان نتبع خطواها الى جوار الازرق نتباهى بالنزول في «نزا الازرق» المدهش حد الخروج من حد الارث الى مصاف الحب والجمال والفطرية التي حمت الديار وما جاورها من قصص وحكايات .لنا عودة.
المصدر: جريدة الرأي