لا تقتصر أهمية” بركة العرائس" لكونها مسطحا مائيا فريداً تحيطه المشاهد الخضراء الخلابة، بل تعتبر أيضاً معرضاً بيئياً مهماً للطيور المقيمة والمهاجرة، وتوفر مصدراً مائياً للعديد من الحيوانات البرية، إضافة إلى أنّ الأهمية القصوى تكمن في احتضانها لآلاف الكائنات الحية المائية مثل الاسماك ومجموعة الحشرات معظمها مثل اليعاسيب التي تعتبر من المؤشرات الحيوية على صحة وديمومة الموقع.
وتحتل بركة العرائس موقعاً بيئياً فريداً، كما أنها تحفظ العديد من الأنواع البرية (حيوانية ونباتية) والتي غدت مع تطور الحضارة البشرية مهددة بالانقراض، وتكتسب أهميتها ايضا لكونها مليئة بالماء على مدار العام بسبب وجود نبع في قاعها.
وتقع بركة العرائس في شمال المملكة ضمن منطقة بلدية خالد بن الوليد "الحمة الأردنية" بمحاذاة نهر اليرموك، وتعتبر منطقة هامة بالنسبة لمحمية غابات اليرموك، وتقع على الحد الآمن للمحمية، حيث تبعد عن النهر أقل من 500 متر تقريباً، بحسب ما قال مدير محمية اليرموك التابعة للجمعية الملكية لحماية الطبيعة محمد الملكاوي.
وأضاف الملكاوي أن البركة يبلغ ارتفاعها حوالي 130 متراً فوق سطح البحر، وتقدر مساحة البركة (الجسم المائي) بحوالي 30 دونماً وتقدر مساحة المنطقة (بما فيها البركة المائية) حوالي 500 دونم، وتعمل أدارة المحمية على حمايتها من الاعتداءات سواء بالصيد او التلوث البيئي وتقوم المحمية بعمل برامج التوعية بأهمية الحفاظ على التنوع الحيوي بالبركة مع المجتمع المحلي والمزارعين والزوار
تمتلك منطقة بركة العرائس خصائص وميزات طبيعية وتنوعاً في أشكال الحياة البرية والمائية، من بينها أنواع فريدة وأخرى مهددة بالانقراض، وتمتلك والمنطقة المجاورة لها جمالاً طبيعياً خلاباً خصوصاً في فصل الربيع، فهي موقع رائع للاستجمام والسياحة الترويحية المحلية، ومكان مناسب لهواة مراقبة الطيور والباحثين البيئيين.
وتُعد بركة العرائس معقلاً آمناً للسلاحف المائية من نوع Mauremys Rivulata، كما يعمل الجسم المائي للبركة على توفير ظروف مواتية لمختلف أشكال الحياة مثل موائل طبيعية للكثير من الأنواع خصوصاً الطيور المقيمة المعششة، وتقوم جمعية حماية السلاحف حالياً على وضع خطة لتعزيز هذه الموائل من خلال زراعة العديد من النباتات البرية، وعمل جحور تناسب الأنواع المتعددة من الحيوانات البرية.
وتقع محمية اليرموك الطبيعية في أقصى الركن الشمالي الغربي من المملكة الأردنية الهاشمية، تطل المحمية على حدود مرتفعات الجولان المحتلة، وتشرف هضابها الواقعة في الجزء الشمالي الشرقي منها على نهر اليرموك.
وتكمن أهمية محمية اليرموك في تمثيل وحماية نمط غابات البلوط متساقطة الأوراق، حيث ينمو هذا النمط على ارتفاعات منخفضة مقارنة بالأنماط الأخرى، وهو مهدد بالانقراض على المستوى المحلي، ولغابات البلوط أهمية وطنية عالية، حيث يعتبر البلوط المتساقط الأوراق (الملول) الشجرة الوطنية في المملكة، ويتواجد هذا النمط في منطقة اليرموك ويعتبر أكبر تجمع لشجر الملول كغابة طبيعية، كما تم تسجيل الدلق الصخري والأفعى الفلسطينية في هذه المنطقة.
المصدر: جريدة الرأي