سجلت الجمعية الملكية لحماية الطبيعية ارتفاعاً “طفيفاً” في أعداد الزوار والضيوف المحليين للمحميات الطبيعية في مختلف مناطق المملكة، لتتجاوز 28 ألف أردني خلال شهري حزيران (يونيو) وتموز (يوليو) الماضيين.
ولا تعد الأرقام مؤشرا إيجابيا، لكون نسب الزوار لم ترتفع بشكل كبير، لا سيما في المحميات التي تقع في مناطق الجنوب مثل الموجب وضانا والصحراء الشرقية، والتي تعتمد على السواح الأجانب، مقارنة بتلك المتواجدة في محافظات الشمال، والتي يفضل الأردنيون ارتيادها، وفق مدير إدارة السياحة في الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، أشرف البرقاوي.
وبلغت أعداد الزوار والضيوف خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، وفي كل من محميات ضانا (النزل ومخيم الرمانة)، وعجلون، والأزرق، والموجب، والشومري، واليرموك، أكثر من 67 ألف سائح أردني وأجنبي.
وبين البرقاوي أن “80 % من نسبة الزوار التي سجلتها محميات الجنوب العام الماضي، هم من الدول الأوروبية وغيرها، الذي يرغبون في زيارة هذه الأماكن”.
وأضاف، أن” الحملات الترويجية التي أطلقتها الجمعية في منتصف حزيران (يونيو) وبداية تموز (يوليو) الماضيين، كان لها أثر كبير على نسب الإقبال من الأردنيين لمحميات المناطق الشمالية، بالتزامن مع برنامج أردننا جنة السياحي”.
وأرجع أسباب الإقبال على محميات عجلون واليرموك في الشمال لـ”تفضيل الأردنيين زيارة المناطق الطبيعة، ذات المساحات الخضراء الواسعة، وتوقف حركة الطيران التي دفعت بمن كانوا يسافرون سنويا من أجل السياحة إلى التوجه نحو قضاء عطلاتهم في المحمية”.
وأشار البرقاوي إلى أن الهدف الرئيسي من حملة “سافر جوا بلدك” هو إعادة توجيه الأموال التي كانت تخصصها العائلات للرحلات الترفيهية الخارجية، لإنفاقها داخل المملكة عبر جذب أنظار الأردنيين للأماكن السياحية المحلية”.
وتوقع أن “تكون نسبة الزوار والضيوف في النصف الثاني من العام الحالي أفضل بكثير في جميع المحميات، وذلك بعد زيادة الوعي لدى الأردنيين بالمنتج السياحي الخاص بالجمعية، والذي ترجم بارتفاع الحجوزات بعد عطلة عيد الأضحى”.
وشدد على أن “الأسعار للمبيت وزيارة المحميات تعد مقبولة وفي متناول اليد، في ضوء الخصومات الممنوحة للزوار والتي تصل إلى حوالي 40 ٪ في بعض المواقع، لكن لا تعني إعادة فتح المحميات لاستقبال الزائرين أن الخسائر المالية التي لحقت بها جراء الإجراءات الحكومية التي تم اتخاذها للاستجابة لجائحة كورونا، وذلك لانقضاء موسم السياحة العالمية خلال أشهر فرض الحظر”.
وكان مدير عام الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، يحيى خالد، توقع في تصريحات سابقة لـ”الغد” أن “تبلغ قيمة الدخل والايرادات المفقودة من السياحة البيئية في مختلف محميات المملكة، ما يقارب الـ3 ملايين دينار، لهذا العام نتيجة جائحة كورونا”.
ولا يتوقع أن” تعود حركة السياحة الخارجية كما كانت في السابق، خلال الفترة المقبلة القريبة، إذ إن الضرر الذي لحق بالمحميات سيبقى قائما، ولكن ما يتم حاليا اتخاذه من إجراءات هو من أجل تخفيفه”.
على أن مدير محمية غابات عجلون عثمان الطوالبة أكد لـ”الغد”، أن” نسبة الزوار للمحمية جاءت ضمن معدلاتها السنوية، مقارنة بالمواقع السياحية البيئية التي تأثرت بشكل كبير نتيجة جائحة كورونا والاغلاقات التي رافقتها”.
ووفق الطوالبة، “تعد جودة الخدمة المميزة والمقدمة للزوار، والتنوع في البرامج المقدمة من القائمين عليها، بالإضافة إلى ملاءمة المناخ للمنطقة، جميعها تشكل عامل جذب للأردنيين لارتيادها”.
ورغم تلك النسب المسجلة للزائرين، إلا أن “الإقبال على شراء المنتجات المعدة داخل المحمية والتي تباع في دكان الطبيعة والأكاديمية، كانت أقل من معدلاتها السنوية بنسبة تتراوح ما بين 20 ٪ إلى 30 ٪، رغم منح خصومات عالية عليها”.
ولفت الطوالبة إلى أن “محمية عجلون لديها زوارها المعتادين على ارتيادها سنويا، إلا أن إطلاق الحملات الترويجية من قبل الجمعية الفترة الماضية ساهمت في رفع نسب الإقبال”.
وكانت عملت الجمعية على إطلاق حملة “سافر جوا بلدك” لدعم السياحة الداخلية المستدامة، في منتصف حزيران (تموز) الماضي، والتي تتضمن خصومات على كافة المحميات والمبيت في مرافق بنسبة 25 %.
يشار إلى أن الجمعية الملكية لحماية الطبيعة واستكمالا لحملتها الترويجية للسياحة الداخلية، وتشجيع الأردنيين والمقيمين على السفر داخل الأردن والاستمتاع بأجواء المحميات، أطلقت في بداية شهر تموز (يوليو) الماضي خصومات جديدة على كل المشتريات في دكان الطبيعة وبنسبة تصل إلى 60%.
المصدر: جريدة الغد