نزل الأزرق.. قبلة عشاق الصحراء الشرقية والطعام الشيشاني المميز
27,Oct 2020
وقت القراءة المتوقع
2 min
يقع نزل الأزرق بالقرب من محمية الأزرق المائية وعلى بعد مسافة قصيرة من محمية الشومري، مطلا على قاع الأزرق، وكان النزل في السابق مستشفى ميدانيا قديما بناه الانجليز في أربعينيات القرن الماضي، حيث قامت الجمعية الملكية لحماية الطبيعة باستحداثه ليصبح نزلا ونقطة الانطلاق لزيارة محمية الازرق المائية ومناطق الجذب السياحي الأخرى في الصحراء الشرقية الاردنية.
وتعد الإقامة في نزل الأزرق الذي يستقبل النزل الزوار طوال العام تجربة فريدة، حيث يتكون النزل من 16 غرفة مجهزة بالكامل، كل غرفة تحتوي على نظام خاص لتكييف الهواء، وحمام خاص وشرفة تتميز بإطلالة جميلة على قرية الأزرق وعلى قاع الأزرق، ويقدم النزل الذي افتتح عام 2007 خدمة الايواء لنحو 38 زائرا، بإشراف إدارة محمية الازرق المائية التابعة للجمعية الملكية لحماية الطبيعة.
وكانت المحمية انشئت عام 1978، وذلك بعد سنة من ادراجها من قبل اتفاقية «رامسار» الدولية الخاصة بالحفاظ على المناطق الرطبة باعتبارها أساسية للطيور المهاجرة على الطريق الأفريقي-الأوراسي، ويعد الاردن اول دولة عربية تنضم للاتفاقية التي وقعها 168 بلدا، وذلك بعد ترشيحه واحة الازرق باعتبارها المنطقة الرطبة الوحيدة في المملكة، ويبعد نزل الازرق مسافة قصيرة نسبيا عن المحمية المائية ومحمية الشومري للاحياء البرية، ويسهل الوصول منه كذلك الى القصور الصحراوية الموجودة في المنطقة، ومن بينها قصير عمرة وقصر الحرانة وقلعة الازرق وغيرها.
ويستعرض مدير محمية الازرق المائية، حازم الحريشا، تاريخ النزل بقوله: «لقد بني نزل الازرق إبان الحرب العالمية الثانية كمستشفى للجيش البريطاني آنذاك، وفي ما بعد استخدم كمبان حكومية، ثم محطة للبعثات العلمية البيئية والاثرية، الى ان اتخذه مجموعة من الصيادين عام 1966 كمركز لهم في المنطقة حيث نظموا انفسهم بما يسمى نادي الصيد الملكي». ويشير الحريشا خلال حديثه لـ «الدستور» أن النادي عمل بداية على تنظيم مواسم الصيد وتحديد أنواع وأعداد الطيور والحيوانات التي يمكن صيدها وذلك بعدما وجد أن بعضها قد انقرض من المنطقة والبعض الآخر أصبح مهددا بالانقراض، وان النادي شكل النواة للجمعية الملكية لحماية الطبيعة، والتي أصبحت الآن مؤسسة وطنية تطوعية رائدة في مجال حماية الطبيعة وتنمية المجتمعات المحلية وإنشاء المحميات الطبيعية.
ولفت الى انه جرى اعادة احياء نزل الأزرق قبل بضع سنوات ليصبح اليوم معلما سياحيا بارزا، موضحا ان غرف المبنى المشيد من حجارة البازلت السوداء، تتمثل فيها الاصالة والحفاظ على الطابع التاريخي وكذلك الهدف الذي انشئ من اجله النزل، وأن النزل يتفرد بتقديم الطعام الشيشاني المميز ممثلا بذلك عادات وتقاليد إحدى المجموعات السكانية التي تؤلف النسيج الأجتماعي في منطقة الأزرق، والذي يتشكل من البدو والشيشان والدروز.
وقال انه يحتوي ايضا على مبنى الحرف اليدوية والمشاريع الاقتصادية الاجتماعية، والذي تعمل فيه فتيات من المجتمع المحلي قامت الجمعية بتدريبهن ومساعدتهن من اجل توفير مصدر دخل دائم لهن ولأسرهن.
ويضيف الحريشا أن نزل الازرق يضم كذلك مشاغل للرسم على بيض النعام والخياطة والتغليف والألعاب البيئية والطباعة الحريرية ومشروع الورق المعاد تدويره، فضلا عن دكان الطبيعة الذي يقوم بعرض وبيع منتجات الجمعية.
وينوه الى النزل، والى جانب توفيره الوظائف للاهالي، فهو يعد نقطة انطلاق السياحة في المنطقة، كما يؤمن مصدر دخل لدعم برامج حمايةِ الطبيعةِ ونشر التوعية البيئية للزوار.
ويقدم النزل برامج سياحية للضيوف منها جولات الدراجات الهوائية والحافلة السياحية التي وتمكنهم من التعرف على على المجتمعات المحلية والمعالم الاثرية، فضلا عن حفلات ترفيهية يطلون من خلالها على الفلكلور الشعبي في المنطقة.
المصدر: جريدة الدستور