img
عربتك
empty-box

العربة فارغة

عربتك فارغة، يمكنك اضافة عناصر من خلال المتجر

رسالة إلى صياد...
04,Jan 2021
وقت القراءة المتوقع
3 min
من هنا بدأت الحكاية... أثناء الجولة اليومية في محمية برقع، بحث فريق المفتشين وبحسب أخبار وصلت إليهم عن نسر أسود عاجز عن الطيران، وفعلا تم العثور عليه بالقرب من الحد السوري العراقي في منطقة الركبان. كان هذا النسر يمشي مسرعاً على الأرض، ويحاول الطيران لكن دون جدوى، اقترب منه المفتشون، وتبين لهم من النظرة الأولى وجود خلل في الجناح، وهنا قام الفريق المدرب في تثبيت الجناح وإرسال الطائر مباشرة إلى مركز الجمعية الملكية لحماية الطبيعة. وبمجرد أن وصل الفريق إلى المكان تم الاتصال بالمختصين في مركز مراقبة التنوع الحيوي مباشرة، ورتب الفريق لإحضار النسر مباشرة إلى عمان، وظل الفريق ينتظر وصول النسر من مسافة تزيد عن 500 كيلومتر. وبوصول النسر الضخم تم تفقد الجناح من قبل المختصين ليتبين لهم وجود الخلل في الجناح، ومن ثم تم تخدير النسر لتصوير الجناح بالأشعة السينية. وللأسف، وكالعادة، كانت النتيجة عظم متهتك، مليئ بطلقات الخرطوش التي مزقت العضلات والعظم، وكشفت العظم خارج الجسم مما عرض العظم للتلف الكامل، الذي لا يرجى شفاؤه. ومع تعرض العظم للتلف التام، تم إصابته بيـرقات الخنافس التي تأكل اللحم "العضلات" والتي نخرت في جناح النسر عميقا للأسفل، نحو الكوع المخلوع أيضا، والذي لا يمكن معه الطيران حتى لو فرضنا أن الكسر قابل للتعافي. وكان لا بد لهذا الجناح المتهالك من البتر، ولكن النسر لم يترك لأحد فرصة في علاجه أو إعادة تأهليه على صعوبة أو حتى استحالة الخيارين، لأنه فارق الحياة. ولولا صعوبة الصور لعرضنا لكم كيف أن الدود قد نخر عظم ولحم النسر وهو حي، ولا ندري أين أصيب، ولا منذ متى، ولا كم مشى ليصل إلى المكان الذي عثرنا فيه عليه. ورسالتنا لمن قام بإطلاق النار على هذا الطائر، أنك لا تعلم أن هذا النسر من أندر النسور التي تعيش في الأردن، ولا يتعدى عدد المرات المسجل فيها أصابع اليد، وأنه مهدد عالميا بالانقراض، وأن أعداده في تناقص شديد، وأنه يخضع لبرامج مراقبة وتتبع عبر الأقمار الصناعية، وأن هنالك جهوداً دولية تقدِّر دور الأردن في حماية الأنواع ومنها هذا النسر. فضلا عن أنه من النسور المقيمة وليس المهاجرة، والتي تنتقل بين موائلها الواسعة وتتحرك فيها بما في ذلك الصحراء الشرقية. أنك لا تعلم أيها العابث أنك قد حرمت هذا الطائر الضخم من فرصة الحياة من غير أي حق يذكر، ولا فائدة ترجى، وحرمت الأرض من وظيفته في تنظيف موقع انتشاره بالتغذي على الجثث وتنظيف الموائل منها، وما يتبع ذلك من خدمات النظام البيئي... فلتعلم أنك قتلته عابثا من غير أي سبب وبكل استهتار. وعلى النقيض من ذلك، فهناك من يعمل جاهداً لحماية هذه المخلوقات التي سخرها الله لخدمة الإنسان، بشكل مباشر أو غير مباشر، وأن جهودا عظيمة تبذلها الجمعية لحماية تلك الأنواع والمحافظة على دورها في خدمة النظام البيئي وما ينعكس عليه من منفعة للإنسان. شاهد الفيديو المرفق في الرابط أدناه، والذي يبين احدى الحالات التي تابعتها الجمعية وفريق الإدارة الملكية لحماية البيئة، وبعض الشركاء لإنقاذ أحد النسور (وكان نسر أسود)، ومن ثم اطلاقة في محمية ضانا كموقع هام للنسور في الأردن: نقف اليوم لا نملك إلا الأسف على هذا النسر، والذي تأثر بجروحه نتيجة سلوك عابث، قضى على حجم كبير جداً من الجهود المبذولة في الحماية وصون الطبيعة. هذه دعوة للصياد غير الملتزم، مع علمنا بوجود صيادين ملتزمين، همهم حماية الحياة البرية، ولديهم التزام واضح بالقوانين الناظمة، وهم عون لنا في توثيق التسجيلات النادرة للأنواع وحمايتها. وندعو من أطلق النار على هذا المخلوق الضخم بإعادة النظر فيما صنع، والعواقب التي تسبب فيها، ويكفيه أنه تسبب في إزهاق روح بريئة كانت تجوب السماء بحرية... للعلم: النسر الأسود Cinereous Vulture Aegypius monachus النسر الأسود أحد أكبر النسور الموجودة في المنطقة، يصل ارتفاعه إلى متر تقريبا في حالة الوقوف، وسعة جناحيه في مداها الأعلى قرابة الثلاثة أمتار. له ريش أسود إلى بني اللون، ورقبة طويلة عارية من الريش في أعلاها. يتغذى على الجيف بأنواعها المختلفة من ثدييات وأسماك وزواحف، ويبني أعشاشه على الأشجار باستخدام الأغصان وتحت أشعة الشمس المباشرة. ينتشر من شمال إفريقيا وإسبانيا غربا وحتى الصين شرقا. أما في منطقتنا العربية فيمتد في الأردن والجزيرة العربية، ويبني أعشاشه في الصحراء العربية على شجر الطلح أو غيرها من الأشجار المناسبة.