الموجب - طارق الحميدي
في قلب محمية الموجب ومن جبال الرداس الصخرية، يتوسط رأس ماعز جبلي « البدن» مدخل مركز الرداس للمراقبة التابع للمحمية، وكأنه حارسها منذ أكثر من 15 عاما.
لم ينج ذلك الماعز الجبلي من المرض، الذي اصابه في العام 2002 ليبقى رأسه معلقا يذكر العاملين في المحمية أو زوارها بأهمية البدن الذي اصبح اليوم مهددا بالانقراض في بيئة احتضنته لمئات السنين.
شهد رأس البدن الذي يحمل هيبة الطبيعة على وحشية الانسان منذ عقود بعد أن انهكت بنادق الصيادين عزم الحيوان النادر، وحولته الى صيد لا هدف من وراءه سوى متعة لا تجلب منفعة تذكر.
وخلال جولة للصحفيين على محمية الموجب للمحيط الحيوي نظمتها الجمعية الملكية لحماية الطبيعة شرح القائمون على المحمية الجهود المبذوله للحد من الصيد الجائر الذي بات يهدد مجموعة من الحيوانات والطيور النادرة وعلى رأسها البدن.
وقال مدير السياحة البيئية في المحمية عامر العقبي أن المحمية تتعرض باستمرار لعمليات اعتداء منها الصيد الجائر أو البحث عن الاثار والاعتداء على مصادر المياه وتجريف الاراضي.
وبين أن اكثر عمليات الاعتداء تأثيرا هي الصيد خاصة وان معظم مناطق المحمية هي من الجبال الوعرة والتي يواجه المفتشون تحديات كبيرة في مراقبتها وحمايتها في حين أن معظم هذه المناطق لا يمكن استخدام المركبات فيها بسبب تضاريسها الصعبة مبينا أن البدن هو المستهدف الاول من عملية الصيد.
وبين أن التطور التكنولوجي أثر سلبا في معظم الاحيان في عملية مراقبة الصيد وسهل من عملية دخول الصيادين غير المرخصين منها مركبات الدفع الرباعي واجهزة الاتصالات فيما بينهم بالاضافة لانواع الاسلحة التي لا تصدر ضجيجا عاليا وفتح الطرق.
وأشار إلى أن الضعف في تطبيق القوانين على الصيادين المخالفين يشكل عاملا مساعدا في معاودتهم للكرة والصيد مرة أخرى ولا يشكل رادعا حقيقيا لهؤلاء الصيادين.
كما أن اتساع رقعة المحمية التي تصل الى 220 كم مربع معظمها من التضاريس الوعرة يشكل تحديا أمام المفتشين الذين لا يتجاوز عددهم 16 مفتشا، مبينا أنه وفي العام الماضي سجل 6 ضبوطات من بينها ضبط لصيد حيوان البدن
من جانبه قال مدير المحمية الدكتور هشام الدهيسات ان المحمية واحدة من اهم المحميات في المملكة تاسست 1985 وتتبع للجمعية الملكية لحماية الطبيعة ، وتم اعلانها محمية محيط حيوي عام 2011 من قبل منظمة الامم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ( اليونسكو) وتعد المحمية الثانية كمحمية محيط حيوي بعد محمية ضانا.
وبين الدهيسات أن الهدف الاساسي من انشاء المحمية هو صون الطبيعة، فالمحمية تحتوي على الكثير من الانواع والموائل المهددة بالانقراض على المستوى الوطني والاقليمي والعالمي وتحتوي كذلك على نظامين بيئيين وهما الايراني الطوراني والسوداني ويسود المحمية خمسة انماط نباتية وهي ( نمط نبت السهوب و المتوسطي اللاغاباوي والملحي والمائي والمتوسطي ) وتــم تسجيل ما يقارب من ( 560 ) نوعا من النباتات داخل حدود المحمية و منها اربعة انواع من النباتات تم تسجيلها لأول مرة في الاردن وما يقارب من ( 150 ) نوعا من الطيور في المحمية ومحيطها وتم تسجيل ( 24 ) نوعا من الثديات في المحمية و( 4 ) انواع من الاسماك وتتميز المحمية وفق الدهيسات بإدارة موقعية تشمل وحدات وظيفية منها التوعية والتعليم البيئي والاتصال والتواصل و برامج الحماية والدراسات والابحاث و بالسياحة البيئية و وحدة خاصة بالمشاريع الاقتصادية الاجتماعية التنموية وتقوم المحمية بالعديد من الدراسات البيئية والاجتماعية التي تساعدها في رسم الخطط الادارية المختلفة.
وبين الدهيسات ان المحمية المؤهلة لتكون على خارطة التراث العالمي لازالت تواجه تحديات مجتمعية من خلال قيام البعض بتجاوز القانون وممارسة سلوكيات غير اخلاقية تستدعي تعزيز التوعية القانونية والوطنية حول الاهمية التاريخية والعلمية والحضارية
بدوره قال عضو مجلس ادارة الجمعية سمير بندك أنه تم تسجيل 280 ضبطا من خلال 1704 جولات، اضافة الى منح2763 رخصة، موضحة أنه تم ضبط 11جهاز تتبع، و69 جهاز صوت ونداء في العام الماضي.
وبين بندك أنه تم منح 850 رخصة منذ مطلع العام الحالي وهو ما يؤشر على أن الجمعية لا تهدف الى منع الصيد بل تنظيمه والتوعية بالقوانين مثنيا على دور الادارة الملكية لحماية البيئة من خلال تطوير خطط التفتيش وتحديث المركبات والتعاون المستمر مع الجمعية.
وأشار إلى ان عدد الحيوانات المضبوطة للعام الماضي بلغت 50 حيوانا نادرا ومهددا بالانقراض منها ذئاب وضباع ووشق ونيص وقرود وبدن وسحالي وافاعي واشبال اسود، بينما بلغ عدد الطيور النادرة التي تم ضبطها 156 نوعا منها الصقر الحر والنسر البري والبوم النسري وحوام النحل والعقاب والباشق والبوم والصقر العادي والوكري والصفيري.
المصدر: الرأي
googleplus