تطلق الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، في حزيران (يونيو) المقبل، استراتيجية متخصصة في مجال الرعي، ضمن محمية غابات دبين، بهدف الاستدلال على الخدمات التي يمكن أن يقدمها الغطاء النباتي فيها للمجتمع المحلي، وأصحاب الماشية على حد سواء.
ووفق الباحث البيئي في الجمعية أنس أبو يحيى، “سيتم دراسة الحمولات الرعوية في المحمية، لتقدير كلفة التعليف التي من الممكن أن يوفرها الغطاء النباتي فيها على مربي المواشي، بعد السماح لهم بالرعي ضمن مناطق محددة فيها”.
وكانت الجمعية، وبعد دراسة أجرتها العام 2017 للمحيط الحيوي في محمية ضانا، بدأت “بتنفيذ فكرة المحميات الرعوية، بحيث يتم السماح لأصحاب المواشي بالرعي داخل مناطق محددة فيها، وذلك بهدف تسريع عملية تجدد ونمو الغطاء النباتي فيها، والذي يشهد تباطؤا كبيرا مقارنة بمناطق أخرى”.
وأظهرت الدراسة أن “بعض المناطق الشمالية والشرقية من المحمية تشهد نموا بطيئا جدا في بعض أنواع الأشجار، في وقت تمنع فيه خطتها الإدارية، ممارسة أي نشاط يتعلق في الرعي داخل أجزائها”.
وقال ابو يحيى لـ “الغد” إن “عدم وجود أي نشاط للرعي الطبيعي في المحمية، يضعف معدلات التجدد والتوسع في الغطاء النباتي، وذلك لأن بعض أنوع بذور الأشجار التي تتواجد فيها، يكسوها غطاء سميك لحمايتها، ما يبطئ من عمليات نموها”.
وأشار إلى أن نتائج الدراسة أثبتت أن “براز الماشية يحتوي على بعض الأنزيمات، التي تساعد في كشف الغطاء عن تلك البذور ونموها، ما دفع بالقائمين على المحمية الى السماح بممارسة نشاط الرعي في تلك المناطق، وضمن فترة محددة من العام”.
لكنه أكد أنه “لا يسمح بدخول أعداد كبيرة من الماشية، لتلك المناطق المقسمة الى أربعة أجزاء، منعا لتحول الرعي الطبيعي إلى جائر، ومن ثم تدمير الغطاء النباتي، لذلك يتم اعتماد مبدأ المناوبة والمداورة وضمن أوقات محددة”.
وشدد على أن “الأوقات التي يسمح فيها بدخول الماشية قد تمتد من شباط (فبراير) الى حزيران (يونيو) وذلك بحسب معدلات الهطل المطرية، وتوفر النباتات التي تتناولها المواشي، والتي باتت جميعها تتأثر بالتغيرات المناخية”.
وأضاف، ونظرا “لعدم السماح لكل أصحاب المواشي بالرعي داخل المحمية لأن الطاقة الاستيعابية منخفضة مقارنة بالأعداد الكبيرة للمواشي، فإن القائمين على المحمية يلجأون الى توفير بدائل للمربين، مثل مساعدتهم في زراعة الأعلاف، أو شرائها”، متوقعا أن “يتجدد الغطاء النباتي وتنمو الأشجار في المحمية في حال حمايتها من أية اعتداءات خلال عشرة أعوام القادم، بسبب السماح بالرعي الطبيعي”.
ويقدر عدد المواشي التي استعملت منطقة البرة في المحمية لموسم الشتاء بـ9333 رأسا، في حين وصل العدد في المنطقة الشمالية من المحمية، خاصة منطقتي بصيرا وغرندل، الى 5519 رأسا.
وإضافة الى ذلك، يبلغ “تعداد الثروة الحيوانية في المنطقة الغربية من المحمية 7145 رأسا تتوزع على مناطق فينان، والغويبة، والسلماني، والحسية، والحنيك، والضحل، ووادي ضانا”.
ووفق مدير محمية ضانا للمحيط الحيوي عامر الرفوع، فإن “القائمين على الجمعية ومحمية ضانا، وبمساعدة أصحاب المواشي في منطقتي غرندل، وبصيرا، أسسوا تعاونية تعنى بالثروة الحيوانية”.
وأكد أن “النية تتجه للتعاون مع الجمعية التعاونية لتنفيذ نشاطات تهم أصحاب المواشي، وعلى وجه الخصوص في إدارة القطعان والرعي في المنطقة الشمالية من المحمية”.
وأشار الى أن “المحمية وبالتعاون مع جمعية مربي المواشي، قامت بإدارة واستخدام منطقة البرة، التي تبلغ مساحتها 64 الف دونم، كمراع خلال فترة تمتد من منتصف تشرين الأول (أكتوبر) ولغاية منتصف آذار (مارس) من كل عام”.
ويستمر الرعي، بحسب الرفوع، “في المناطق المتفق عليها لمدة خمسة أشهر، حيث يقوم مربو الماشية بتوفير قيمة الأعلاف، التي كانوا يطعمونها للأغنام وبمعدل 10- 12.5 دينار شهريا للرأس الواحد”.
وأوضح أن حسبة تلك التكلفة تتم بعدة طرق منها “بناء على أن الرأس الواحد يحتاج الى نصف كيلوغرام من الشعير، وكمية مماثلة من التبن، وربع كيلو غرام نخالة يوميا”.
وأما الطريقة الثانية، فتكمن بـ”إنتاجية النباتات الرعوية، حيث يتم احتساب الكمية في الدونم الواحد، والتي تقدر بـ2.5 كيلوغرام رعوي”.
المصدر: جريدة الغد